وصف جيرمي كوربين، رئيس حزب العمال البريطاني المعارض، قرار بريطانيا بالتدخل في الحرب الدائرة في سوريا، والذي تم اتخاذه أخيراً بعد موافقة مجلس النواب البريطاني، بـ"القرار المتسرع دون تفكير".
وذكر كوربين، خلال حوار له مع النسخة البريطانية لهافينغتون بوست التي حظيت بلقاء خاص مع كوربين بمناسبة مرور 100 يوم على توليه منصب رئاسة حكومة الظل البريطانية، أن بريطانيا كانت في غنى عن المخاطرة بأرواح عسكرييها وعن تعريض المدنيين من نساء وأطفال للخطر، ناهيك عن إنزال الدمار والخراب بمنازل المدنيين والبنى التحتية.
كما أشار إلى أن صواريخ بريمستون مفخرة سلاح الجو البريطاني لم يطلق منها ولا صاروخ واحد نظراً لقلة الأهداف.
وفي هذا الشأن، تساءل كوربين بنبرة لا تخلو من الإشارات والتلميحات: "ألا يدل هذا على شيء؟".
وأضاف أنه يعرف عائلة سورية لاجئة في بلدية الناحية وأنهم ليسوا من محبي النظام السوري ولا من معجبي المعارضة السورية، بل إن حبهم الوحيد هو للحياة وللعائلة وأنهم يخشون الخطر على أفراد عائلتهم.
وحول التصريحات التي كان قد أدلى بها المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، دونالد ترامب، والتي طالب من خلالها بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، أجاب كوربين بلهجة قاطعة أن حظر مجموعة دينية من دخول البلاد ليس أبداً حلاً للمشاكل، بل إنها فكرة سخيفة ومشينة.
وشدد كوربين على أن الشعب الأميركي لا بد أن يدرك أن مقترح ترامب ينافي الدستور الأميركي ذاته ويخرق قيم حرية التعبير والمعتقد الديني وممارسة شعائره.
غير أن كوربين وفي ذات الوقت عارض مقترحاً بريطانياً برلمانياً بجمع التوقيعات لحظر دخول المرشح الجمهوري ترامب إلى الأراضي البريطانية كرد فعل على تصريحاته تجاه المسلمين، بحجة أنه يقترف "جريمة كراهية".
ووصل عدد التوقيعات التي حصدتها الحملة حتى الآن ما يقرب من نصف مليون توقيع.
وقال كوربين إن الرد بالمثل ليس الحل الأمثل، بل إنه يتقدم بدعوة شخصية منه إلى الملياردير الأميركي للمجيء إلى بريطانيا والانضمام إليه في زيارة لمسجد فينزبيري بارك، من ثم قد يقومان بجولة في أطراف البلاد لرؤية النسيج البريطاني المتماسك متعدد الطوائف والأديان والأعراق ويرى مسلمي بريطانيا ومجتمعها بأم عينه "فلعله يتعلم شيئاً."
وعن أكثر قرار يفتخر بمعارضته وعن أي قرار تمنى لو أنه وقف مع الحكومة –لا ضدها- فيه، قال كوربين إنه فخور بمعارضته قرار الحرب على العراق في عام 2003.
ورأى كوربين أن مشاركة بريطانيا في الحرب أرسلت بشباب بريطانيا إلى ساحة القتال، فضلاً عما تكبدته ميزانية الدولة من الآلاف والآلاف من الجنيهات والديون.
أما عن القرار الذي ندم عليه وتمنى لو ساند الحكومة فيه فقال: "لعلي كنت سأساند الحكومة في بعض قراراتها ضد الإرهاب [بتجديد قانون مكافحة الإرهاب]. لكنني لم أفعل.
وقال كوربين: "ليس الإرهاب السبب لكن يصعب علي شرح السبب للبريطانيين بعد أحداث 7 يوليو/تموز 2005، والتي شهدت عدة تفجيرات انتحارية بالعاصمة البريطانية لندن وخلفت حوالي 50 قتيلاً، حيث قلت آنذاك إن حل مشاكلنا لا يكون برفع مستوى الأمن وإطلاق يده من دون محاسبة أو مساءلة."
وعن آفاق العلاقات البريطانية بالولايات المتحدة، فقد تحمس كوربين للسؤال وأجاب أن بريطانيا لعبت دور التابع الأمين لسياسات أميركا الخارجية على مدار الـ60 عاماً الماضية وأنها دعمت معظم مواقف الولايات المتحدة إما سراً أو جهراً وخاصة في شؤون أفعانستان والعراق وليبيا وسوريا.
ورأى كوربين أن على بريطانيا أن تقف قليلاً وقفة محاسبة للنفس وأن تتروى ولا تنجرّ وراء أميركا تدخلاً في شؤون البلدان.
وكان صريحاً في قوله أنه يرغب أن تستقل بريطانيا عن الولايات المتحدة في سياساتها الخارجية وأن تركز أكثر على حقوق الإنسان.
وحذر كوربين في هذا الخصوص قائلاً: "لدي تصور عن سياسة خارجية فاعلة نهجها القانون الدولي وحقوق الإنسان والعمل مع الأمم المتحدة؛ سياسةٌ خارجيةٌ تعالج قضايا كوكبنا الأساسية وتدهور البيئة والرقم القياسي العالمي في عدد النازحين واللاجئين الذي وصلنا إليه في تاريخ البشرية."
وأضاف أن قضية اللاجئين لن تحل أبداً بكاميرات المراقبة الإلكترونية وبالأسلاك الشائكة، بل إن على الدول التفاعل مع المشكلة لحلها.
وعن أكثر البلدان التي تعجبه من ناحية سياساتها الاقتصادية والاجتماعية، عبر كوربين عن إعجابه بالدول الإسكندنافية وبوليفيا في أميركا الجنوبية نظراً للتقدم الذي أحرزته في محو الفقر والتنمية البيئية المستدامة وتشارك ثرواتها المعدنية، إضافة إلى إعادة إحياء ثقافاتها الأصلية.
شعبية متنامية
يذكر أن شعبية كوربين أتت بعد فوزه في سبتمبر/أيلول 2015 بـ60% من أصوات الناخبين لرئاسة حزب العمال، ما يجعله أكبر قادة الحزب شعبية وقاعدة انتخابية في تاريخه.
كما قفزت أعداد أعضاء الحزب من 200 ألف إلى أكثر من 400 ألف منذ مايو/أيار 2015، وبهذا يأمل أن يصبح دور حزبه أكثر فاعلية في صياغة سياسات بريطانيا على الصعيد الداخلي والخارجي.
التدخل البريطاني في سوريا
وذكر كوربين، خلال حوار له مع النسخة البريطانية لهافينغتون بوست التي حظيت بلقاء خاص مع كوربين بمناسبة مرور 100 يوم على توليه منصب رئاسة حكومة الظل البريطانية، أن بريطانيا كانت في غنى عن المخاطرة بأرواح عسكرييها وعن تعريض المدنيين من نساء وأطفال للخطر، ناهيك عن إنزال الدمار والخراب بمنازل المدنيين والبنى التحتية.
كما أشار إلى أن صواريخ بريمستون مفخرة سلاح الجو البريطاني لم يطلق منها ولا صاروخ واحد نظراً لقلة الأهداف.
وفي هذا الشأن، تساءل كوربين بنبرة لا تخلو من الإشارات والتلميحات: "ألا يدل هذا على شيء؟".
وأضاف أنه يعرف عائلة سورية لاجئة في بلدية الناحية وأنهم ليسوا من محبي النظام السوري ولا من معجبي المعارضة السورية، بل إن حبهم الوحيد هو للحياة وللعائلة وأنهم يخشون الخطر على أفراد عائلتهم.
المرشح الجمهوري دونالد ترامب
وحول التصريحات التي كان قد أدلى بها المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، دونالد ترامب، والتي طالب من خلالها بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، أجاب كوربين بلهجة قاطعة أن حظر مجموعة دينية من دخول البلاد ليس أبداً حلاً للمشاكل، بل إنها فكرة سخيفة ومشينة.
وشدد كوربين على أن الشعب الأميركي لا بد أن يدرك أن مقترح ترامب ينافي الدستور الأميركي ذاته ويخرق قيم حرية التعبير والمعتقد الديني وممارسة شعائره.
غير أن كوربين وفي ذات الوقت عارض مقترحاً بريطانياً برلمانياً بجمع التوقيعات لحظر دخول المرشح الجمهوري ترامب إلى الأراضي البريطانية كرد فعل على تصريحاته تجاه المسلمين، بحجة أنه يقترف "جريمة كراهية".
ووصل عدد التوقيعات التي حصدتها الحملة حتى الآن ما يقرب من نصف مليون توقيع.
وقال كوربين إن الرد بالمثل ليس الحل الأمثل، بل إنه يتقدم بدعوة شخصية منه إلى الملياردير الأميركي للمجيء إلى بريطانيا والانضمام إليه في زيارة لمسجد فينزبيري بارك، من ثم قد يقومان بجولة في أطراف البلاد لرؤية النسيج البريطاني المتماسك متعدد الطوائف والأديان والأعراق ويرى مسلمي بريطانيا ومجتمعها بأم عينه "فلعله يتعلم شيئاً."
قرار الحرب في العراق 2003
وعن أكثر قرار يفتخر بمعارضته وعن أي قرار تمنى لو أنه وقف مع الحكومة –لا ضدها- فيه، قال كوربين إنه فخور بمعارضته قرار الحرب على العراق في عام 2003.
ورأى كوربين أن مشاركة بريطانيا في الحرب أرسلت بشباب بريطانيا إلى ساحة القتال، فضلاً عما تكبدته ميزانية الدولة من الآلاف والآلاف من الجنيهات والديون.
أما عن القرار الذي ندم عليه وتمنى لو ساند الحكومة فيه فقال: "لعلي كنت سأساند الحكومة في بعض قراراتها ضد الإرهاب [بتجديد قانون مكافحة الإرهاب]. لكنني لم أفعل.
وقال كوربين: "ليس الإرهاب السبب لكن يصعب علي شرح السبب للبريطانيين بعد أحداث 7 يوليو/تموز 2005، والتي شهدت عدة تفجيرات انتحارية بالعاصمة البريطانية لندن وخلفت حوالي 50 قتيلاً، حيث قلت آنذاك إن حل مشاكلنا لا يكون برفع مستوى الأمن وإطلاق يده من دون محاسبة أو مساءلة."
العلاقات البريطانية الأميركية
وعن آفاق العلاقات البريطانية بالولايات المتحدة، فقد تحمس كوربين للسؤال وأجاب أن بريطانيا لعبت دور التابع الأمين لسياسات أميركا الخارجية على مدار الـ60 عاماً الماضية وأنها دعمت معظم مواقف الولايات المتحدة إما سراً أو جهراً وخاصة في شؤون أفعانستان والعراق وليبيا وسوريا.
ورأى كوربين أن على بريطانيا أن تقف قليلاً وقفة محاسبة للنفس وأن تتروى ولا تنجرّ وراء أميركا تدخلاً في شؤون البلدان.
وكان صريحاً في قوله أنه يرغب أن تستقل بريطانيا عن الولايات المتحدة في سياساتها الخارجية وأن تركز أكثر على حقوق الإنسان.
قضايا اللاجئين
وحذر كوربين في هذا الخصوص قائلاً: "لدي تصور عن سياسة خارجية فاعلة نهجها القانون الدولي وحقوق الإنسان والعمل مع الأمم المتحدة؛ سياسةٌ خارجيةٌ تعالج قضايا كوكبنا الأساسية وتدهور البيئة والرقم القياسي العالمي في عدد النازحين واللاجئين الذي وصلنا إليه في تاريخ البشرية."
وأضاف أن قضية اللاجئين لن تحل أبداً بكاميرات المراقبة الإلكترونية وبالأسلاك الشائكة، بل إن على الدول التفاعل مع المشكلة لحلها.
إعجاب بالدول الإسكندنافية وبوليفيا
وعن أكثر البلدان التي تعجبه من ناحية سياساتها الاقتصادية والاجتماعية، عبر كوربين عن إعجابه بالدول الإسكندنافية وبوليفيا في أميركا الجنوبية نظراً للتقدم الذي أحرزته في محو الفقر والتنمية البيئية المستدامة وتشارك ثرواتها المعدنية، إضافة إلى إعادة إحياء ثقافاتها الأصلية.
شعبية متنامية
يذكر أن شعبية كوربين أتت بعد فوزه في سبتمبر/أيلول 2015 بـ60% من أصوات الناخبين لرئاسة حزب العمال، ما يجعله أكبر قادة الحزب شعبية وقاعدة انتخابية في تاريخه.
كما قفزت أعداد أعضاء الحزب من 200 ألف إلى أكثر من 400 ألف منذ مايو/أيار 2015، وبهذا يأمل أن يصبح دور حزبه أكثر فاعلية في صياغة سياسات بريطانيا على الصعيد الداخلي والخارجي.