حين صدح أمير الشعراء أحمد شوقي في إحدى قصائده الشهيرة لإبراز مكانة المربّي قائلاً: "قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا" ردّ عليه زميله إبراهيم طوقان: "ويكاد يفلقني الأميـر بقولـه كـاد المعلـم أن يكـون رسـولا.. لو جرّب التعليم شوقـي ساعـةً لقضى الحيـاة شقـاوةً وخمـولا".
هذا السجال الشعري كفيل لوصف الحالة التي يعيشها المدرسون في تونس وتراجع مكانة المعلم في ظل تنامي حوادث الاعتداء على المدرسين في الوسط التربوي.
كاتب عام نقابة التعليم الأساسي في تونس المستوري القمودي أكد في تصريح لـ"هافينغتون بوست عربي" أن المعلمين التونسيين أطلقوا صيحة فزع إثر تضاعف حوادث الاعتداء عليهم بالعنف المادي أو اللفظي في الوسط المدرسي سواء من التلاميذ أو الأولياء بمعدل 200 حالة اعتداء بمحافظات تونس الكبرى فقط خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ويذهب القمودي لوجود محاولات ممنهجة لتشويه صورة المعلم التونسي سواء من قبل جهات في وزارة التربية أومن بعض وسائل الإعلام التي فسحت المجال لتهميش دور المعلم وتقزيمه بل وصل الأمر إلى التحريض عليه في بعض الحالات لاسيما كلما تعلق الأمر بتحرك احتجاجي تقوم به نقابة التعليم للمطالبة بحقوق المربين على حد قوله.
ويضيف "لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن حالة اعتداء بالعنف الجسدي أو المعنوي ذهب ضحيتها أحد المعلمين في المدارس التونسية واليوم فقط وأنا أتحدث معك وصلت للنقابة شكاوى من مدرستين الأولى بمحافظة المنستير شرق تونس والثانية في سيدي بوزيد.
وحول الدوافع يقول القمودي إن أغلبها أسبابٌ واهية من أولياء التلاميذ احتجاجا على طريقة تدريس أبنائهم من قبيل أن المعلمة وضعت ابنها في آخر الطاولة أو بسبب إسنادها عدداً دون المأمول للتلميذ ويشدد كاتب عام النقابة أن غياب الحوار بين الأولياء والمدرسين ساهم في خلق حاجز نفسي.
![hmltidrab]()
وأكد في ذات السياق أن المعلمين وكل العاملين في المؤسسات التربوية في تونس سيدخلون هذا الخميس 25 فبراير/ شباط في إضراب عام بكامل محافظات البلاد احتجاجاً على تنامي ظاهرة العنف المسلّط عليهم وسط صمت الوزارة وواصل قائلاً: "الإضراب اعتبرناه رسالة احتجاجية وصيحة فزع موجّهة للولي والتلميذ والوزارة وكل الأطراف الفاعلة في الفضاء التربوي وذلك يوم الخميس القادم من الساعة العاشرة صباحاً إلى حدود الساعة منتصف النهار ونرجو أن تصل الرسالة جيداً".
![lallnf]()
ولئن تعدّدت حوادث الاعتداء على المعلمين في تونس غير أن أبرز حالتين تداولهما الإعلام بالصور في أواخر 2015 تعود للمعلم عبد الوهاب عاشوري الذي ظهر عبر الشبكات الاجتماعية وعليه آثار عنفٍ شديد على مستوى وجهه إثر الاعتداء عليه في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بالضرب من طرف ولي تلميذٍ يدرس بالمدرسة الابتدائية أولاد عاشور بجلمة من محافظة سيدي بوزيد.
كما تعرضت معلمة تدعى نجوى بن مالك للضرب داخل حرم المدرسة من قبل والدة أحد التلاميذ مما تسبب لها في جروح بالغة على مستوى الفم.
تنامي ظاهرة الاعتداء على المدرسين في تونس دفعت بمجموعة من المربين والإطار التربوي لتأسيس "المرصد التونسي للمعلّم والتعليم" وهو "هيكلٌ حقوقي للدفاع عن حقوق المعلمين وحمايتهم من أشكال الهرسلة المسلَّطة ضدهم" بحسب ما جاء في نص البيان التأسيسي كما طالب المرصد بسنّ قوانين زجرية لتجريم العنف ضد الإطار التربوي.
وحول تراجع مكانة المربي في تونس يقول المستوري القمودي أن الثورة وما رافقتها من تسيُّب أمني وأخلاقي ومن اتساع منسوب الحريات ساهم في تشويه صورة المربي لاسيما أمام التلميذ والتي كانت في السابق بها نوع من القدسية والاحترام والتبجيل.
كما أعاد القمودي انهيار صورة المدرس لافتقاد التلميذ للإحساس بالانتماء للمؤسسة التربوية وفقدان الشعور باحترام الذات والآخر واتجاه سلوك الطفل إلى العنف لإثبات شخصيته نتيجة أسباب عائلية أو نفسية فضلاً عن تقلُّص دور الأسرة في التأطير والتربية والاعتماد كلياً على المحاضن.
تراجع مكانة المعلم في تونس
هذا السجال الشعري كفيل لوصف الحالة التي يعيشها المدرسون في تونس وتراجع مكانة المعلم في ظل تنامي حوادث الاعتداء على المدرسين في الوسط التربوي.
كاتب عام نقابة التعليم الأساسي في تونس المستوري القمودي أكد في تصريح لـ"هافينغتون بوست عربي" أن المعلمين التونسيين أطلقوا صيحة فزع إثر تضاعف حوادث الاعتداء عليهم بالعنف المادي أو اللفظي في الوسط المدرسي سواء من التلاميذ أو الأولياء بمعدل 200 حالة اعتداء بمحافظات تونس الكبرى فقط خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ويذهب القمودي لوجود محاولات ممنهجة لتشويه صورة المعلم التونسي سواء من قبل جهات في وزارة التربية أومن بعض وسائل الإعلام التي فسحت المجال لتهميش دور المعلم وتقزيمه بل وصل الأمر إلى التحريض عليه في بعض الحالات لاسيما كلما تعلق الأمر بتحرك احتجاجي تقوم به نقابة التعليم للمطالبة بحقوق المربين على حد قوله.
ويضيف "لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن حالة اعتداء بالعنف الجسدي أو المعنوي ذهب ضحيتها أحد المعلمين في المدارس التونسية واليوم فقط وأنا أتحدث معك وصلت للنقابة شكاوى من مدرستين الأولى بمحافظة المنستير شرق تونس والثانية في سيدي بوزيد.
وحول الدوافع يقول القمودي إن أغلبها أسبابٌ واهية من أولياء التلاميذ احتجاجا على طريقة تدريس أبنائهم من قبيل أن المعلمة وضعت ابنها في آخر الطاولة أو بسبب إسنادها عدداً دون المأمول للتلميذ ويشدد كاتب عام النقابة أن غياب الحوار بين الأولياء والمدرسين ساهم في خلق حاجز نفسي.
إضراب عام للمدرسين

وأكد في ذات السياق أن المعلمين وكل العاملين في المؤسسات التربوية في تونس سيدخلون هذا الخميس 25 فبراير/ شباط في إضراب عام بكامل محافظات البلاد احتجاجاً على تنامي ظاهرة العنف المسلّط عليهم وسط صمت الوزارة وواصل قائلاً: "الإضراب اعتبرناه رسالة احتجاجية وصيحة فزع موجّهة للولي والتلميذ والوزارة وكل الأطراف الفاعلة في الفضاء التربوي وذلك يوم الخميس القادم من الساعة العاشرة صباحاً إلى حدود الساعة منتصف النهار ونرجو أن تصل الرسالة جيداً".
حوادث مؤلمة

ولئن تعدّدت حوادث الاعتداء على المعلمين في تونس غير أن أبرز حالتين تداولهما الإعلام بالصور في أواخر 2015 تعود للمعلم عبد الوهاب عاشوري الذي ظهر عبر الشبكات الاجتماعية وعليه آثار عنفٍ شديد على مستوى وجهه إثر الاعتداء عليه في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بالضرب من طرف ولي تلميذٍ يدرس بالمدرسة الابتدائية أولاد عاشور بجلمة من محافظة سيدي بوزيد.
الاعتداءات على رجال التعليم جريمة لا يجب أن نسكت عنهاـــــــــما ننتظر بعد 10 أشهر من الدعاية المغرضة في حق المعلمين ...
Posted by الـمرصد التـونسي للمعلـّم و التعليـم on Sunday, October 11, 2015
كما تعرضت معلمة تدعى نجوى بن مالك للضرب داخل حرم المدرسة من قبل والدة أحد التلاميذ مما تسبب لها في جروح بالغة على مستوى الفم.
Posted by الـمرصد التـونسي للمعلـّم و التعليـم on Saturday, December 19, 2015
مرصد حقوقي لرصد ظاهرة العنف ضد المربين
تنامي ظاهرة الاعتداء على المدرسين في تونس دفعت بمجموعة من المربين والإطار التربوي لتأسيس "المرصد التونسي للمعلّم والتعليم" وهو "هيكلٌ حقوقي للدفاع عن حقوق المعلمين وحمايتهم من أشكال الهرسلة المسلَّطة ضدهم" بحسب ما جاء في نص البيان التأسيسي كما طالب المرصد بسنّ قوانين زجرية لتجريم العنف ضد الإطار التربوي.
بيان المرصد التونسي للمعلم والتعليمتونس 4 فيفري 2016 أمام تواتر عمليات الاعتداء بالعنف على المعلمين في المدارس و أثنا...
Posted by الـمرصد التـونسي للمعلـّم و التعليـم on Thursday, February 4, 2016
الأسباب والدوافع
وحول تراجع مكانة المربي في تونس يقول المستوري القمودي أن الثورة وما رافقتها من تسيُّب أمني وأخلاقي ومن اتساع منسوب الحريات ساهم في تشويه صورة المربي لاسيما أمام التلميذ والتي كانت في السابق بها نوع من القدسية والاحترام والتبجيل.
كما أعاد القمودي انهيار صورة المدرس لافتقاد التلميذ للإحساس بالانتماء للمؤسسة التربوية وفقدان الشعور باحترام الذات والآخر واتجاه سلوك الطفل إلى العنف لإثبات شخصيته نتيجة أسباب عائلية أو نفسية فضلاً عن تقلُّص دور الأسرة في التأطير والتربية والاعتماد كلياً على المحاضن.