هنا في طرابلس في ليبيا، يختبئ القصر الملكي المهجور خلف بوابات مغلقة وحديقة مترامية، فيقف كنصب تذكاري لرفض العقيد معمر القذافي بضراوة للنظام الملكي في ليبيا.
العقيد القذافي كان قد أطاح بالملك إدريس، القائد المؤسس للبلاد في انقلاب عام 1969؛ ولكن هذا لم يكن كل ما في الأمر. فقد ألغى كذلك النظام الملكي والعلم الملكي، وقام بنفي أو سجن أقارب الملك، وحوّل القصر ذا القبة الذهبية إلى ساحة مكتبية، ثم صار مكتبة، وبانقضاء 2009 كان القصر قد أصبح متحفاً خاصاً فخماً للآثار الكلاسيكية.
ومع ذلك؛ فإن الذاكرة الشعبية للملك إدريس، الذي تُوُفي في القاهرة عام 1983؛ كانت تُستدعى في هدوء بليبيا. والآن؛ وبعد سقوط العقيد القذافي نفسه، وبعد سنوات من الاضطرابات العنيفة التي تلت ذلك؛ فإن خزانة الملكيين قد انفتحت لتكشف عن اقتراح راديكالي؛ ألا وهو استعادة النظام الملكي، بشكل مؤقّت على الأقل، بما يسمح لليبيين بالالتفاف حول شخصية أبويّة محلّ احترام، والبدء في إعادة بناء دولتهم الممزقة. بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية 25 فبراير/ شباط 2016.
ذاك التفكّك الذي صارت إليه الدولة حادٌّ للغاية. فثمة ميليشيات متناحرة تسعى جاهدة باستمرار من أجل الهيمنة. وفي قتال عنيف يوم الثلاثاء 23 فبراير/ شباط، شرقي مدينة بنغازي، تبدّلت القوة المسيطرة على عدّة أحياء. وفي الغرب قام مقاتلو الدولة الإسلامية بقطع رؤوس 12 مسؤولاً في بلدة صبراتة، وهو المكان الذي شهد قصف الطائرات الحربية الأميركية لمعقل متطرفين خلال الأسبوع الماضي.
"النظام الملكي يُقدّم أنجح سُبل الخروج من الفوضى الحالية، وهو حق للشعب الليبي. الملك هو رمز وحدة الشعب"، هكذا قال فتحي عبد الله سكتة بشأن حراك العودة إلى الشرعية الدستورية.
والكثير من الليبيين يسخرون من تلك الفكرة باعتبارها درباً من الخيال يقوده حنينٌ ليس في محله لعصر اعتبار ليبيا مملكة موحدة، والذي كان بين أعوام 1951 وحتى 1969.
بينما الولايات المتحدة وحلفاؤها يستخدمون نفوذهم لدعم عملية السلام المتعثرة التي تقودها الأمم المتحدة، ومقرها تونس، باعتبارها الرهان الأفضل على تحقيق الاستقرار في البلاد.
"ليس بإمكاننا العودة للوراء 60 عاماً، الأشخاص الذين يتحدثون عن تلك الأشياء يعيشون على سحاب أرض الواقواق" هكذا قال عبد الرحمن السويحلي، وهو أحد السياسيين المؤثرين بمصراتة، مُشيراً بذلك إلى حراك العودة للملكية.
والشيء الوحيد الذي يتفق عليه الجميع هو أن الويلات في ليبيا تزداد سوءاً وتتسارع.
فسياسياً؛ تتمزق ليبيا بين برلمانين متناحرين، أحدهما في طرابلس بالغرب، والآخر في طبرق بالشرق.
وعسكرياً؛ تتنافس جماعات من الميليشيات التي تدين بالولاء لمدن وقبائل وأيديولوجيات دينية مختلفة من أجل السيطرة، فيتأجج التقاتل المحتدم في بنغازي بالصراع الذي يقوده قائد الميليشيا اللواء خليفة حفتر. وشأنها كشأن كافة الأماكن الأخرى؛ تشتد الأزمة الإنسانية، أما أموال النفط وهي مصدر الثروة في ليبيا فقد أخذت في النفاذ بسرعة.
كما أن هناك الدولة الإسلامية والتي خلال عامٍ فحسب استطاعت الاستيلاء على 150 ميلاً من الساحل الليبي، تلك المنطقة التي صار يستقرُّ فيها أكثر من 6500 مقاتل، بحسب التقديرات الأميركية. والامتداد العنيف قد جذب المزيد من الجنود الجدد إلى شمال أفريقيا. والدول الغربية المتأهبة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية تدرس شنّ حملة ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية "داعش"، والتي من المحتمل لها أن تتم خلال الشهور القادمة.
هؤلاء الذين يقولون إن الملك بإمكانه أن ينقذ الدولة يشيرون إلى ولي العهد الذي لا يذكره أحد: "محمد السنوسي"، وهو ابن أخ الملك إدريس. وقد عمل من قبل لدى وزارة الزراعة بحكومة القذافي، ولكنه نُفِيَ في أواخر عام 1980.
محمد السنوسي كان له حضورٌ بارز في وسائل الإعلام عندما سقط نظام القذافي في أوائل عام 2011، مُقدماً خدماته لإعادة بناء البلاد؛ ولكن في السنوات الأخيرة أصبح شخصية أكثر بُعداً عن الساحة، ويُطل على الليبيين عبر تسجيلات مُصورة منشورة على الإنترنت بين الحين والآخر؛ ولكن موقعه الإلكتروني يُركِّز على هواياته وحبه للرياضة، وفي المقابل يقدم القليل من المعلومات بشأن وظيفته أو مصدر دخله.
وقد رفض السنوسي إجراء مُقابلة صحفية أثناء إعداد هذه المادة من قِبل نيويوك تايمز، بحسب ما أوردت الصحيفة؛ ولكن أحد المساعدين لدى الأمم المتحدة، وهو علاء السنوسي، قال: "إن الأمير كان مُستعداً للعودة إلى ليبيا لو طالب الشعب بذلك".
كم من الشعب الليبي يرغب في ذلك؟ هذا سؤال مفتوح؛ ولكن حقيقة أن فكرة تلقى دعماً رمزياً من الخارج ومن بعض الليبيين، تُعد علامة على حاجتهم إلى زعيم بإمكانه إيجاد طريق للخروج من الصعوبات المتزايدة في البلاد.
"إذا استمر هذا القتال، فإن العديد من الليبيين سوف يرون عودة الملكية حلاً قابلاً للتطبيق" هكذا يرى عبد الرؤوف كاره، قائد ميليشيا الإسلاميين الذين أصبح لهم الحضور الطاغي في طرابلس، والذي تابع قائلاً: "عقب خمس سنوات من الحرب؛ يئس الناس من السياسيين لأنهم كاذبون، وهناك الكثير من الفساد والهدر".
لكن بالنسبة للغرب ومعظم الليبيين، فالعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة هي الأمل الأقوى، رغم صعوبتها.
فمنذ ديسبمر/ كانون الأول؛ يحلّق مبعوث الأمم المتّحدة مارتن كوبلر بطائرته الصغيرة فوق المنطقة في محاولة لتشكيل حكومة موحّدة، ولكن جهوده لاقت الكثير من التعثر.
فالنزاعات المحتدمة اندلعت بين من يجب أن يكونوا جزءاً من مجلس الوزراء بالحكومة الجديدة، وكوبلر لقي معارضة مُستعصية من قِبل إدارة طرابلس، والتي رفضت مؤخراً حتى السماح له بالهبوط على أرض العاصمة.
وعلى الرغم من ذلك فإن أكبر نقاط الخلاف تبقى تلك المتعلّقة باللواء حفتر، الذي عاد إلى ليبيا عام 2011، والذي كان ذات مرة على صلةٍ بوكالة الاستخبارات الأميركية CIA.
في دولة تمتلئ بقادة الميليشيات؛ يُعد اللواء شخصية بارزة ومحل انقسام بطريقة فريدة، فهو يرسم نفسه على أنه محاربٌ لا يعرف الخوف ضد التطرف الإسلامي، وفي شرق ليبيا، يصفه العديد من الليبيين بالبطل.
أما أعداؤه فينددون به باعتباره طاغية متعطشاً للسلطة. "هو مجرمٌ ولديه أحلامه أن يصير ديكتاتوراً"، هذا ما قاله ناجي زوبي، رئيس مكتب وسائل الإعلام الأجنبية في طرابلس.
في خطابه الذي ألقاه بالقاهرة الأسبوع الماضي؛ أقر كوبلر أن صفقة السلام التابعة للأمم المتحدة قد أُعِدّت على عجل بضغوطٍ غربية، وهذا يلاقي "مُشكلات شرعية" لأنها قد وُقعت بدون موافقة كل الأطراف.
ومع ذلك؛ فقد أصر أن الليبيين ليس لديهم خيارٌ سوى التحرك السريع، لاسيما بالنظر إلى تصاعد خُطى الدولة الإسلامية.
وقال كوبلر مُشيراً إلى خريطة تستعرض الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش في ليبيا: "ليس لدينا إمكانية إجراء مفاوضات تمتد لستة شهور أخرى، لاسيما بامتداد داعش. هذا هو الحل ويتحتم علينا التصرّف، لأنه ببساطة؛ لا يوجد وقت".
"الإحباط إزاء عملية الأمم المتحدة ساعد الملكيين؛ فهم سيكونون سُعداء لوجود أي شخصية رمزية بإمكانها قيادة البلاد لفترة. وليس للأبد". هكذا يقول سكته، رغم أن المُرشح المفضل لديه هو ولي العهد الأمير محمد. وتابع قائلاً: "فقط حتى نعقد الانتخابات، هو بإمكانه أن يستخدم نفوذه للتوفيق بين الميليشيات".
ولكن ملكاً بدون جيش يبدو أمراً متهوراً في بلدٍ يعجُّ بالأسلحة وشكاوى العنف، كما أن التقليد الليبي لنظم الحكم وحتى العائلة الملكية ليسا بمنأى عن الطائفية.
في قاعات الفنادق بتونس والمغرب، حيث تدور الكثير من النقاشات حول مستقبل ليبيا، يواجه ولي العهد منافسةً يمثلها ابن عمه الأمير إدريس السنوسي، والذي يقدم أيضاً خدماته كبانٍ للدولة.
ويقول الأمير إدريس، وهو ورجل أعمال مستقرّ بإيطاليا في حديث تليفوني للصحفية: "الليبيون في حاجة لشخص بإمكانهم النظر إليه كأب. أنا لا أقول إنه علي أنا أن أقود؛ ولكن إذا أراد الناس لي أن أتولى هذا الموقع؛ فأنا أرغب في ذلك".
العقيد القذافي كان قد أطاح بالملك إدريس، القائد المؤسس للبلاد في انقلاب عام 1969؛ ولكن هذا لم يكن كل ما في الأمر. فقد ألغى كذلك النظام الملكي والعلم الملكي، وقام بنفي أو سجن أقارب الملك، وحوّل القصر ذا القبة الذهبية إلى ساحة مكتبية، ثم صار مكتبة، وبانقضاء 2009 كان القصر قد أصبح متحفاً خاصاً فخماً للآثار الكلاسيكية.
ومع ذلك؛ فإن الذاكرة الشعبية للملك إدريس، الذي تُوُفي في القاهرة عام 1983؛ كانت تُستدعى في هدوء بليبيا. والآن؛ وبعد سقوط العقيد القذافي نفسه، وبعد سنوات من الاضطرابات العنيفة التي تلت ذلك؛ فإن خزانة الملكيين قد انفتحت لتكشف عن اقتراح راديكالي؛ ألا وهو استعادة النظام الملكي، بشكل مؤقّت على الأقل، بما يسمح لليبيين بالالتفاف حول شخصية أبويّة محلّ احترام، والبدء في إعادة بناء دولتهم الممزقة. بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية 25 فبراير/ شباط 2016.
مليشيات متناحرة
ذاك التفكّك الذي صارت إليه الدولة حادٌّ للغاية. فثمة ميليشيات متناحرة تسعى جاهدة باستمرار من أجل الهيمنة. وفي قتال عنيف يوم الثلاثاء 23 فبراير/ شباط، شرقي مدينة بنغازي، تبدّلت القوة المسيطرة على عدّة أحياء. وفي الغرب قام مقاتلو الدولة الإسلامية بقطع رؤوس 12 مسؤولاً في بلدة صبراتة، وهو المكان الذي شهد قصف الطائرات الحربية الأميركية لمعقل متطرفين خلال الأسبوع الماضي.
"النظام الملكي يُقدّم أنجح سُبل الخروج من الفوضى الحالية، وهو حق للشعب الليبي. الملك هو رمز وحدة الشعب"، هكذا قال فتحي عبد الله سكتة بشأن حراك العودة إلى الشرعية الدستورية.
والكثير من الليبيين يسخرون من تلك الفكرة باعتبارها درباً من الخيال يقوده حنينٌ ليس في محله لعصر اعتبار ليبيا مملكة موحدة، والذي كان بين أعوام 1951 وحتى 1969.
بينما الولايات المتحدة وحلفاؤها يستخدمون نفوذهم لدعم عملية السلام المتعثرة التي تقودها الأمم المتحدة، ومقرها تونس، باعتبارها الرهان الأفضل على تحقيق الاستقرار في البلاد.
"ليس بإمكاننا العودة للوراء 60 عاماً، الأشخاص الذين يتحدثون عن تلك الأشياء يعيشون على سحاب أرض الواقواق" هكذا قال عبد الرحمن السويحلي، وهو أحد السياسيين المؤثرين بمصراتة، مُشيراً بذلك إلى حراك العودة للملكية.
والشيء الوحيد الذي يتفق عليه الجميع هو أن الويلات في ليبيا تزداد سوءاً وتتسارع.
فسياسياً؛ تتمزق ليبيا بين برلمانين متناحرين، أحدهما في طرابلس بالغرب، والآخر في طبرق بالشرق.
وعسكرياً؛ تتنافس جماعات من الميليشيات التي تدين بالولاء لمدن وقبائل وأيديولوجيات دينية مختلفة من أجل السيطرة، فيتأجج التقاتل المحتدم في بنغازي بالصراع الذي يقوده قائد الميليشيا اللواء خليفة حفتر. وشأنها كشأن كافة الأماكن الأخرى؛ تشتد الأزمة الإنسانية، أما أموال النفط وهي مصدر الثروة في ليبيا فقد أخذت في النفاذ بسرعة.
كما أن هناك الدولة الإسلامية والتي خلال عامٍ فحسب استطاعت الاستيلاء على 150 ميلاً من الساحل الليبي، تلك المنطقة التي صار يستقرُّ فيها أكثر من 6500 مقاتل، بحسب التقديرات الأميركية. والامتداد العنيف قد جذب المزيد من الجنود الجدد إلى شمال أفريقيا. والدول الغربية المتأهبة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية تدرس شنّ حملة ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية "داعش"، والتي من المحتمل لها أن تتم خلال الشهور القادمة.
هؤلاء الذين يقولون إن الملك بإمكانه أن ينقذ الدولة يشيرون إلى ولي العهد الذي لا يذكره أحد: "محمد السنوسي"، وهو ابن أخ الملك إدريس. وقد عمل من قبل لدى وزارة الزراعة بحكومة القذافي، ولكنه نُفِيَ في أواخر عام 1980.
السنوسي حاضراً في الإعلام
محمد السنوسي كان له حضورٌ بارز في وسائل الإعلام عندما سقط نظام القذافي في أوائل عام 2011، مُقدماً خدماته لإعادة بناء البلاد؛ ولكن في السنوات الأخيرة أصبح شخصية أكثر بُعداً عن الساحة، ويُطل على الليبيين عبر تسجيلات مُصورة منشورة على الإنترنت بين الحين والآخر؛ ولكن موقعه الإلكتروني يُركِّز على هواياته وحبه للرياضة، وفي المقابل يقدم القليل من المعلومات بشأن وظيفته أو مصدر دخله.
وقد رفض السنوسي إجراء مُقابلة صحفية أثناء إعداد هذه المادة من قِبل نيويوك تايمز، بحسب ما أوردت الصحيفة؛ ولكن أحد المساعدين لدى الأمم المتحدة، وهو علاء السنوسي، قال: "إن الأمير كان مُستعداً للعودة إلى ليبيا لو طالب الشعب بذلك".
كم من الشعب الليبي يرغب في ذلك؟ هذا سؤال مفتوح؛ ولكن حقيقة أن فكرة تلقى دعماً رمزياً من الخارج ومن بعض الليبيين، تُعد علامة على حاجتهم إلى زعيم بإمكانه إيجاد طريق للخروج من الصعوبات المتزايدة في البلاد.
"إذا استمر هذا القتال، فإن العديد من الليبيين سوف يرون عودة الملكية حلاً قابلاً للتطبيق" هكذا يرى عبد الرؤوف كاره، قائد ميليشيا الإسلاميين الذين أصبح لهم الحضور الطاغي في طرابلس، والذي تابع قائلاً: "عقب خمس سنوات من الحرب؛ يئس الناس من السياسيين لأنهم كاذبون، وهناك الكثير من الفساد والهدر".
لكن بالنسبة للغرب ومعظم الليبيين، فالعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة هي الأمل الأقوى، رغم صعوبتها.
فمنذ ديسبمر/ كانون الأول؛ يحلّق مبعوث الأمم المتّحدة مارتن كوبلر بطائرته الصغيرة فوق المنطقة في محاولة لتشكيل حكومة موحّدة، ولكن جهوده لاقت الكثير من التعثر.
فالنزاعات المحتدمة اندلعت بين من يجب أن يكونوا جزءاً من مجلس الوزراء بالحكومة الجديدة، وكوبلر لقي معارضة مُستعصية من قِبل إدارة طرابلس، والتي رفضت مؤخراً حتى السماح له بالهبوط على أرض العاصمة.
حفتر نقطة الخلاف
وعلى الرغم من ذلك فإن أكبر نقاط الخلاف تبقى تلك المتعلّقة باللواء حفتر، الذي عاد إلى ليبيا عام 2011، والذي كان ذات مرة على صلةٍ بوكالة الاستخبارات الأميركية CIA.
في دولة تمتلئ بقادة الميليشيات؛ يُعد اللواء شخصية بارزة ومحل انقسام بطريقة فريدة، فهو يرسم نفسه على أنه محاربٌ لا يعرف الخوف ضد التطرف الإسلامي، وفي شرق ليبيا، يصفه العديد من الليبيين بالبطل.
أما أعداؤه فينددون به باعتباره طاغية متعطشاً للسلطة. "هو مجرمٌ ولديه أحلامه أن يصير ديكتاتوراً"، هذا ما قاله ناجي زوبي، رئيس مكتب وسائل الإعلام الأجنبية في طرابلس.
في خطابه الذي ألقاه بالقاهرة الأسبوع الماضي؛ أقر كوبلر أن صفقة السلام التابعة للأمم المتحدة قد أُعِدّت على عجل بضغوطٍ غربية، وهذا يلاقي "مُشكلات شرعية" لأنها قد وُقعت بدون موافقة كل الأطراف.
ومع ذلك؛ فقد أصر أن الليبيين ليس لديهم خيارٌ سوى التحرك السريع، لاسيما بالنظر إلى تصاعد خُطى الدولة الإسلامية.
وقال كوبلر مُشيراً إلى خريطة تستعرض الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش في ليبيا: "ليس لدينا إمكانية إجراء مفاوضات تمتد لستة شهور أخرى، لاسيما بامتداد داعش. هذا هو الحل ويتحتم علينا التصرّف، لأنه ببساطة؛ لا يوجد وقت".
"الإحباط إزاء عملية الأمم المتحدة ساعد الملكيين؛ فهم سيكونون سُعداء لوجود أي شخصية رمزية بإمكانها قيادة البلاد لفترة. وليس للأبد". هكذا يقول سكته، رغم أن المُرشح المفضل لديه هو ولي العهد الأمير محمد. وتابع قائلاً: "فقط حتى نعقد الانتخابات، هو بإمكانه أن يستخدم نفوذه للتوفيق بين الميليشيات".
ولكن ملكاً بدون جيش يبدو أمراً متهوراً في بلدٍ يعجُّ بالأسلحة وشكاوى العنف، كما أن التقليد الليبي لنظم الحكم وحتى العائلة الملكية ليسا بمنأى عن الطائفية.
في قاعات الفنادق بتونس والمغرب، حيث تدور الكثير من النقاشات حول مستقبل ليبيا، يواجه ولي العهد منافسةً يمثلها ابن عمه الأمير إدريس السنوسي، والذي يقدم أيضاً خدماته كبانٍ للدولة.
ويقول الأمير إدريس، وهو ورجل أعمال مستقرّ بإيطاليا في حديث تليفوني للصحفية: "الليبيون في حاجة لشخص بإمكانهم النظر إليه كأب. أنا لا أقول إنه علي أنا أن أقود؛ ولكن إذا أراد الناس لي أن أتولى هذا الموقع؛ فأنا أرغب في ذلك".
هذه المادة مترجمة بتصرف نقلا عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.