بقي ايثان براون يحدق في طبق اللحم على طاولته لفترة دون أن يمد الشوكة والسكين، كان يفكر بعمق فيما يأكل الجميع، فيما يفكر هو بفكرة مجنونة؛ ألا يوجد طريقة أخرى للحصول على اللحم، غير الحيوانات؟
براون يقول إنه أمضى الكثير من الوقت يفكر بـ “الطريقة الأفضل” للطعام، فكر في الأجزاء الأساسية التي تكون اللحم، وكذلك هندسته، فوجد أنه يتكون من 5 أشياء أساسية: الأحماض الأمينية، الدهون، الماء، بالإضافة إلى قليل من المعادن، ونزرٍ من الكربوهيدرات، وكل هذه الأشياء موجودة في المصادر غير الحيوانية حيث أنها موجودة في النباتات بشكل كبير.
براون الذي تربى في واشنطن مع والده الذي كان أستاذاً في الجامعة لديه شغف حقيقي بالزراعة، ويذهب في كل عطلة أسبوع إلى مزرعته العائلة في ماريلاند، حيث تصنع الألبان.
يقول الرجل إن التحدي الأكبر الذي واجهه كان في تجميع الأجزاء الأساسية من النبات، وترتيبها في الهندسة التي تكون اللحم.
السؤال يطرح نفسه؛ لماذا نحاول تجنب اللحوم؟
عند سؤال براون هذا السؤال كانت إجابته واضحة تماماً، حيث قام بالتدليل على فكرته قائلاً إن اللحم “الحيواني” فيه أربعة مشاكل؛ أولها أن تربية قطعان المواشي للحصول على البروتين هو شئ غير فعال، فهي تستهلك الكثير من مساحة الأرض والطاقة، كما إنها تستهلك الكثير من الماء لننتج باونداً واحداً فقط من اللحم الحيواني.
ولعلك ستتفاجأ حين تعرف أننا لا نأكل من الحيوان إلا 30% فقط منه، أما الباقي فهو غير مفيد لنا كبشر، فالكثير من أجزاء هذا الحيوان يذهب للنفايات.
ستصدم أيضاً عندما تعرف أن أكبر مساهم في الغازات المسببة للاحتباس الحراري هي قطعان المواشي الحية، وليس السيارات أو الباصات أو مصانع الطاقة، إنها المواشي! - بحسب براون -.
أعدادٌ متزايدة من البشر في الفترة الأخيرة باتت تعترض على الطريقة التي تذبح فيها الحيوانت لتقدم لحومها إلى البشر في أطباق الطعام التي نتناولها كل يوم، وهذه التكنلوجيا قد تكون كفيلة بحل مشكلتهم أيضاً.
قرر براون في العام 2009 أن يبدأ مشروعه مستعيناً بخلفيته في دراسة هندسة خلايا الوقود، مع اثنين من أساتذة في جامعة ميسوري هما فو هونغ هسي وهارولد هوف، واللذان كانا قبل ذلك يعملان على مشروعهما الخاص لتربيط بروتينات النباتات.
واستطاع الفريق الجديد الحصول على منح عديدة من الولاية للاستمرار في تطوير هذه التكنولوجيا.
![beyond meat]()
المشروع الذي أدهش بيل غيتس: ما وراء اللحوم؛ عصر جديد من الطعام المبتكر!
سمى براون مشروعه “ما وراء اللحوم “Beyond Meat، ويقع مقر شركته الرئيسية في ميسوري، وقد افتتح فروعاً رئيسية ومراكز للبحث والتطوير في سيغوندو بكاليفورنيا، وفي العام 2011 لفت انتباه بعض مؤسسي موقع تويتر، فقرروا منحه التمويل، بالإضافة إلى بيل غيتس، لتنضم إليهما شركات أخرى.
غيتس كتب تدوينة في العام 2013 بعد أن قام بتجربة تاكو دجاج مصنوع من النباتات قائلاً، “أنا مثل معظم الناس، لا يمكن أن أنخدع بسهولة، لكن، عندما جائوا إلي وطلبوا مني أن أتذوق بعض تاكو الدجاج، وأقول ما إن كان حقيقياً أم مزيفاً لم أستطع، فاللحم كان له شكل ورائحة الدجاج بالضبط، أخذت قضمة، فوجدت أن له طعم وملمس الدجاج أيضاً، لهذا فوجئت عندما عرفت أنه لا يوجد فيه أونصة واحدة من الدجاج الحقيقي!”.
مؤسس شركة “مايكروسوفت Microsoft” قال أيضاً إن ما تذوقه كان أكثر من مجرد بديل للحوم، لقد كان هذا “مذاق طعام المستقبل”.
في العام 2014، اضطرت سلسلة محلات “هول فودز” أن تسحب نوعين من سلطة الدجاج بالكاري في مخازنها في شمال شرقي البلاد، بعد أن اختلطت الملصقات التي تعنون المنتجات، ولم يعد الباعة يستطيعون التفرقة بين الدجاج الحقيقي والدجاج من أصل نباتي. المفاجأة، كانت أن الزبائن الذين اشتروا أياً من المنتجين لم يشتكوا، لأن أحداً لم ينتبه إلى وجود فرق!
وقد قال براون إن لدى شركته الكثير ما تأمل الوصول إليه، فسيستغرق التوصل إلى لحم يطابق الحقيقي بعض الوقت، سيما أن هذا النوع من اللحم أو الدجاج بعد طهيه لا يمكن مقارنه بالحقيقي حيث يصعب عليك أن تدرك الفرق. لكن، إذا وضعت الدجاجة أو اللحم الطازج إلى جواره قبل طهيه، حينها يكون الفرق واضحاً.
![beyond meat]()
سوف تفاجأ عندما تدخل مصنع الشركة بورقة كبيرة على الحائط مكتوب فيها أن “شركة Beyond Meat لن تنجح أبداً في إدخال بودرة البازلاء إلى آلة ليخرج منها بديل للدجاج المحمص أو شريحة اللحم المشوي”، أسفل منها ورقة تقول: قبلنا التحدي!
الشركة كان لديها شجاعة لصق ما قاله توم فليبوت، المتخصص في مجال سياسات الطعام في مجلة “ماذر جونز”، على حائطها ليبقى حافزاً لها طوال الوقت، ويبدو إنهم يربحونه حالياً، مع استمرار صنف الـ “هامبرغر الوحش Beast Burger” الذي أصبح أحد أشهر منتجاتهم، ومع انتشار منتجاتهم المقلدة للحوم الأبقار والدجاج في أكثر من 4000 محل وسلاسل سوبرماركت في البلاد، فهل يصل إلى المحل المجاور لمنزلك قريباً ويكون بمقدورك أن تتذوقه؟ تجربة مثيرة للفضول بالتأكيد.
المصادر:
YouTube
Business Insider
براون يقول إنه أمضى الكثير من الوقت يفكر بـ “الطريقة الأفضل” للطعام، فكر في الأجزاء الأساسية التي تكون اللحم، وكذلك هندسته، فوجد أنه يتكون من 5 أشياء أساسية: الأحماض الأمينية، الدهون، الماء، بالإضافة إلى قليل من المعادن، ونزرٍ من الكربوهيدرات، وكل هذه الأشياء موجودة في المصادر غير الحيوانية حيث أنها موجودة في النباتات بشكل كبير.
براون الذي تربى في واشنطن مع والده الذي كان أستاذاً في الجامعة لديه شغف حقيقي بالزراعة، ويذهب في كل عطلة أسبوع إلى مزرعته العائلة في ماريلاند، حيث تصنع الألبان.
يقول الرجل إن التحدي الأكبر الذي واجهه كان في تجميع الأجزاء الأساسية من النبات، وترتيبها في الهندسة التي تكون اللحم.
السؤال يطرح نفسه؛ لماذا نحاول تجنب اللحوم؟
عند سؤال براون هذا السؤال كانت إجابته واضحة تماماً، حيث قام بالتدليل على فكرته قائلاً إن اللحم “الحيواني” فيه أربعة مشاكل؛ أولها أن تربية قطعان المواشي للحصول على البروتين هو شئ غير فعال، فهي تستهلك الكثير من مساحة الأرض والطاقة، كما إنها تستهلك الكثير من الماء لننتج باونداً واحداً فقط من اللحم الحيواني.
ولعلك ستتفاجأ حين تعرف أننا لا نأكل من الحيوان إلا 30% فقط منه، أما الباقي فهو غير مفيد لنا كبشر، فالكثير من أجزاء هذا الحيوان يذهب للنفايات.
ستصدم أيضاً عندما تعرف أن أكبر مساهم في الغازات المسببة للاحتباس الحراري هي قطعان المواشي الحية، وليس السيارات أو الباصات أو مصانع الطاقة، إنها المواشي! - بحسب براون -.
أعدادٌ متزايدة من البشر في الفترة الأخيرة باتت تعترض على الطريقة التي تذبح فيها الحيوانت لتقدم لحومها إلى البشر في أطباق الطعام التي نتناولها كل يوم، وهذه التكنلوجيا قد تكون كفيلة بحل مشكلتهم أيضاً.
قرر براون في العام 2009 أن يبدأ مشروعه مستعيناً بخلفيته في دراسة هندسة خلايا الوقود، مع اثنين من أساتذة في جامعة ميسوري هما فو هونغ هسي وهارولد هوف، واللذان كانا قبل ذلك يعملان على مشروعهما الخاص لتربيط بروتينات النباتات.
واستطاع الفريق الجديد الحصول على منح عديدة من الولاية للاستمرار في تطوير هذه التكنولوجيا.

سمى براون مشروعه “ما وراء اللحوم “Beyond Meat، ويقع مقر شركته الرئيسية في ميسوري، وقد افتتح فروعاً رئيسية ومراكز للبحث والتطوير في سيغوندو بكاليفورنيا، وفي العام 2011 لفت انتباه بعض مؤسسي موقع تويتر، فقرروا منحه التمويل، بالإضافة إلى بيل غيتس، لتنضم إليهما شركات أخرى.
غيتس كتب تدوينة في العام 2013 بعد أن قام بتجربة تاكو دجاج مصنوع من النباتات قائلاً، “أنا مثل معظم الناس، لا يمكن أن أنخدع بسهولة، لكن، عندما جائوا إلي وطلبوا مني أن أتذوق بعض تاكو الدجاج، وأقول ما إن كان حقيقياً أم مزيفاً لم أستطع، فاللحم كان له شكل ورائحة الدجاج بالضبط، أخذت قضمة، فوجدت أن له طعم وملمس الدجاج أيضاً، لهذا فوجئت عندما عرفت أنه لا يوجد فيه أونصة واحدة من الدجاج الحقيقي!”.
مؤسس شركة “مايكروسوفت Microsoft” قال أيضاً إن ما تذوقه كان أكثر من مجرد بديل للحوم، لقد كان هذا “مذاق طعام المستقبل”.
لن تفرق بينه وبين الحقيقي: ماذا تختار إذن؟
في العام 2014، اضطرت سلسلة محلات “هول فودز” أن تسحب نوعين من سلطة الدجاج بالكاري في مخازنها في شمال شرقي البلاد، بعد أن اختلطت الملصقات التي تعنون المنتجات، ولم يعد الباعة يستطيعون التفرقة بين الدجاج الحقيقي والدجاج من أصل نباتي. المفاجأة، كانت أن الزبائن الذين اشتروا أياً من المنتجين لم يشتكوا، لأن أحداً لم ينتبه إلى وجود فرق!
وقد قال براون إن لدى شركته الكثير ما تأمل الوصول إليه، فسيستغرق التوصل إلى لحم يطابق الحقيقي بعض الوقت، سيما أن هذا النوع من اللحم أو الدجاج بعد طهيه لا يمكن مقارنه بالحقيقي حيث يصعب عليك أن تدرك الفرق. لكن، إذا وضعت الدجاجة أو اللحم الطازج إلى جواره قبل طهيه، حينها يكون الفرق واضحاً.
”ما وراء اللحوم”: قبلنا التحدي!

سوف تفاجأ عندما تدخل مصنع الشركة بورقة كبيرة على الحائط مكتوب فيها أن “شركة Beyond Meat لن تنجح أبداً في إدخال بودرة البازلاء إلى آلة ليخرج منها بديل للدجاج المحمص أو شريحة اللحم المشوي”، أسفل منها ورقة تقول: قبلنا التحدي!
الشركة كان لديها شجاعة لصق ما قاله توم فليبوت، المتخصص في مجال سياسات الطعام في مجلة “ماذر جونز”، على حائطها ليبقى حافزاً لها طوال الوقت، ويبدو إنهم يربحونه حالياً، مع استمرار صنف الـ “هامبرغر الوحش Beast Burger” الذي أصبح أحد أشهر منتجاتهم، ومع انتشار منتجاتهم المقلدة للحوم الأبقار والدجاج في أكثر من 4000 محل وسلاسل سوبرماركت في البلاد، فهل يصل إلى المحل المجاور لمنزلك قريباً ويكون بمقدورك أن تتذوقه؟ تجربة مثيرة للفضول بالتأكيد.
المصادر:
YouTube
Business Insider