في الوقت الذي يفر فيه آلاف السوريين من الحرب المستعرة في بلادهم، قرر البعض الآخر المغامرة والعودة إلى وطنهم الأصلي، تاركين وراءهم الأمن والسلام ورفاهية العيش التي كانوا ينعمون بها في المهجر.
تحت هاشتاغ #الهجرة_العكسية، قام الناشط السوري سارية البيطار بعرض عشرات القصص على فيسبوك، تخص مواطنين سوريين مقيمين ومولودين في الخارج، قرروا العودة إلى وطنهم الأم لتضميد جراحه بعد أن دمرته الحرب.
البيطار قال لـ “هافينغتون بوست عربي”، إن الهاشتاغ يهدف لتسليط الضوء على الأشخاص الذين قرروا التضحية برفاهية العيش في الخارج، “والعودة إلى سوريا بهدف المساعدة، سواءً في الأعمال الإغاثية، أو الخدمات المدنية بعد أن فقد الوطن رصيداً ضخماً من الخبرات والكفاءات بسبب الهجرة إلى الخارج”، فيما اختار البعض العودة للقتال تحت لواء “الجيش السوري الحر” في مواجهة “أعداء سوريا” بحسب البيطار.
ويعتبر “الجيش السوري الحر” أكثر الفصائل السورية المعارضة اعتدالاً، حيث يضم عدداً من الألوية المدعومة خليجياً وغربياً مثل “الفرقة 13” و”لواء الجبهة الجنوبية” المقاتل في درعا، والتي تقاتل قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد والفصائل الإسلامية كـ “داعش” و”جبهة النصرة”.
وبعكس ما يتصوره البعض حول انحسار الهجرة العسكية في إطار العمل العسكري، يقول البيطار إن كثيراً من السوريين عادوا إلى بلادهم بهدف تقديم المساعدة في الأعمال المدنية، “سواءاً كانت طبية أو إعلامية أو هندسية، بل كان منهم من كان يعمل في المجالين العسكري والميداني في آنٍ معاً. فعلى سبيل المثال، بعض الإعلاميين الآتين من الخارج تركوا الكاميرات في بعض الأوقات الحرجة، ليحملوا السلاح”.
البيطار حكى لـ “هافينغتون بوست عربي” قصة طبيبة سورية وأم لثلاث أبناء، تركت الولايات المتحدة الأميركية رفقة أسرتها ليعودوا إلى ريف حماة بهدف تقديم المساعدة الطبية في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة.
ورغم تعرض الطبيبة التي تجاوزت الـ 50 من عمرها، لمضايقات من جانب تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”، لعدم التزامها بالحجاب، فإنها قدمت المساعدات الطبية للجرحى في أكثر من منطقة، مثل حلب وريف حلب وإدلب وريفها وحماة.
كما حكى مدشن هاشتاغ #الهجرة_العكسية على فيسبوك قصة صديقه محمد، من مواليد الخليج، والذي درس طيلة حياته في الخارج، وتخصص في مجال المختبرات الطبية في ماليزيا، إلا وأنه رغم توفر الفرص أمامه للعمل بمرتبات عالية في بلاد تنعم بالأمان، قرر محمد العودة إلى سوريا في العام 2011 للاشتراك في التظاهرات المنادية بإسقاط حكم رئيس النظام بشار الأسد.
ومع تحول المعارضة إلى العمل المسلح واشتداد الدمار، تبنى محمد العمل الإغاثي، حيث شارك في بناء العديد من المدارس والمستشفيات والمساجد تحت الأرض، خوفاً من استهدافها من جانب النظام بالغارات الجوية، بالإضافة إلى مساهمته في حفر الآبار وبعض المشاريع الزراعية.
ضياء، مهندس طيران من مواليد الخليج أيضاً، تخرج من الأردن في العام 2011، وتابع بداية التظاهرات عبر وسائل الإعلام، ومع اشتداد القمع وعمليات القتل من جانب النظام السوري، قرر ضياء الهجرة إلى سوريا، بعد أن طلب من أبيه مساعدته في الانتقال إلى هناك، الأمر الذي قوبل بالرفض من جانب الوالد.
قرر ضياء بيع سيارته الشخصية، والسفر إلى لبنان ومن هناك انتقل إلى حمص، حيث قاد المظاهرات السلمية، ومع اشتداد وتيرة العنف من جانب النظام، قرر الانضمام إلى “الجيش السوري الحر”، حيث اشترك في العشرات من المعارك ضد نظام الأسد، حتى قتل في حي بابا عمرو الحمصي منذ نحو عامين.
من ضمن القصص المنشورة على الهاشتاغ، كانت حكاية محمد الطيار، ابن مدينة حلب، والذي كان يقيم في السعودية ويعمل بإحدى شركات العطور العالمية، إلا أنه رغم وضعه المالي الجيد، قرر العودة إلى حلب، وهناك تعرض للاعتقال لمدة 3 أشهر قضاها في أقبية المخابرات السورية.
وبعد الإفراج عنه، ذهب الطيار للعلاج في تركيا، قبل أن يعود إلى سوريا بعد فترة وجيزة، ويشارك في العمل الإغاثي والخدمات المدنية في حلب، لكن مع تزايد عمليات القتل، قرر حمل السلاح والانضمام إلى الكتائب المحلية المقاتلة كقناص، حتى قتل في إحدى المعارك التي خاضتها المعارضة ضد قوات الأسد والفصائل الإسلامية.
نور، فتاة سورية يتيمة الأب، ولدت وتعلمت في قطر حتى تخرجت من كلية العلوم الطبية بإحدى الجامعات هناك، ومع اندلاع التظاهرات المناوئة للحكومة واشتداد القتال في سوريا، انتقلت نور إلى حلب وريفها، وساهمت في الدورات الطبية للإسعافات الأولية، ومعالجة المصابين.
يقول البيطار إن أخبار نور انقطعت منذ فترة، ولا يعرف هل هي حية أم ماتت، كما توفيت والدتها بعد سفرها بمدة.
أما رانيا المولودة في دمشق، فتعلمت وعاشت معظم حياتها في الولايات المتحدة الأميركية، حيث كانت تعمل كمديرة جامعة هناك. وتزامناً مع اندلاع الثورة، كانت رانيا متواجدةً في دمشق، إلا أنها بسبب ملاحقة الأمن لها، اضطرت للخروج.
عادت رانيا إلى الولايات المتحدة، وهناك كانت تشارك في تنظيم المسيرات السلمية ضد النظام بالتعاون مع سوريين وأميركيين متعاطفين مع القضية السورية.
يضيف البيطار، لـ “هافينغتون بوست عربي”، أن رانيا قررت العودة إلى بلادها والمشاركة في الأعمال الإغاثية بعد شعورها بعدم جدوى جهدها المبذول في الولايات المتحدة. تقوم رانيا الآن بتقديم الدورات التدريبية التي تهدف إلى تعليم المجالس المحلية آليات الحكم الذاتي وإدارة الشؤون المدنية.
ولم يتسنَ لـ “هافينغتون بوست عربي” الحصول على أرقام دقيقة لعدد السوريين العائدين إلى بلادهم لمساعدة أهالي المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد.
تحت هاشتاغ #الهجرة_العكسية، قام الناشط السوري سارية البيطار بعرض عشرات القصص على فيسبوك، تخص مواطنين سوريين مقيمين ومولودين في الخارج، قرروا العودة إلى وطنهم الأم لتضميد جراحه بعد أن دمرته الحرب.
البيطار قال لـ “هافينغتون بوست عربي”، إن الهاشتاغ يهدف لتسليط الضوء على الأشخاص الذين قرروا التضحية برفاهية العيش في الخارج، “والعودة إلى سوريا بهدف المساعدة، سواءً في الأعمال الإغاثية، أو الخدمات المدنية بعد أن فقد الوطن رصيداً ضخماً من الخبرات والكفاءات بسبب الهجرة إلى الخارج”، فيما اختار البعض العودة للقتال تحت لواء “الجيش السوري الحر” في مواجهة “أعداء سوريا” بحسب البيطار.
ويعتبر “الجيش السوري الحر” أكثر الفصائل السورية المعارضة اعتدالاً، حيث يضم عدداً من الألوية المدعومة خليجياً وغربياً مثل “الفرقة 13” و”لواء الجبهة الجنوبية” المقاتل في درعا، والتي تقاتل قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد والفصائل الإسلامية كـ “داعش” و”جبهة النصرة”.
وبعكس ما يتصوره البعض حول انحسار الهجرة العسكية في إطار العمل العسكري، يقول البيطار إن كثيراً من السوريين عادوا إلى بلادهم بهدف تقديم المساعدة في الأعمال المدنية، “سواءاً كانت طبية أو إعلامية أو هندسية، بل كان منهم من كان يعمل في المجالين العسكري والميداني في آنٍ معاً. فعلى سبيل المثال، بعض الإعلاميين الآتين من الخارج تركوا الكاميرات في بعض الأوقات الحرجة، ليحملوا السلاح”.
رغد.. ومضايقات داعش
البيطار حكى لـ “هافينغتون بوست عربي” قصة طبيبة سورية وأم لثلاث أبناء، تركت الولايات المتحدة الأميركية رفقة أسرتها ليعودوا إلى ريف حماة بهدف تقديم المساعدة الطبية في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة.
ورغم تعرض الطبيبة التي تجاوزت الـ 50 من عمرها، لمضايقات من جانب تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”، لعدم التزامها بالحجاب، فإنها قدمت المساعدات الطبية للجرحى في أكثر من منطقة، مثل حلب وريف حلب وإدلب وريفها وحماة.
الهجرة العكسية لمواليد الخليج
كما حكى مدشن هاشتاغ #الهجرة_العكسية على فيسبوك قصة صديقه محمد، من مواليد الخليج، والذي درس طيلة حياته في الخارج، وتخصص في مجال المختبرات الطبية في ماليزيا، إلا وأنه رغم توفر الفرص أمامه للعمل بمرتبات عالية في بلاد تنعم بالأمان، قرر محمد العودة إلى سوريا في العام 2011 للاشتراك في التظاهرات المنادية بإسقاط حكم رئيس النظام بشار الأسد.
ومع تحول المعارضة إلى العمل المسلح واشتداد الدمار، تبنى محمد العمل الإغاثي، حيث شارك في بناء العديد من المدارس والمستشفيات والمساجد تحت الأرض، خوفاً من استهدافها من جانب النظام بالغارات الجوية، بالإضافة إلى مساهمته في حفر الآبار وبعض المشاريع الزراعية.
ضياء والعمل المسلح
ضياء، مهندس طيران من مواليد الخليج أيضاً، تخرج من الأردن في العام 2011، وتابع بداية التظاهرات عبر وسائل الإعلام، ومع اشتداد القمع وعمليات القتل من جانب النظام السوري، قرر ضياء الهجرة إلى سوريا، بعد أن طلب من أبيه مساعدته في الانتقال إلى هناك، الأمر الذي قوبل بالرفض من جانب الوالد.
قرر ضياء بيع سيارته الشخصية، والسفر إلى لبنان ومن هناك انتقل إلى حمص، حيث قاد المظاهرات السلمية، ومع اشتداد وتيرة العنف من جانب النظام، قرر الانضمام إلى “الجيش السوري الحر”، حيث اشترك في العشرات من المعارك ضد نظام الأسد، حتى قتل في حي بابا عمرو الحمصي منذ نحو عامين.
محمد الطيار
من ضمن القصص المنشورة على الهاشتاغ، كانت حكاية محمد الطيار، ابن مدينة حلب، والذي كان يقيم في السعودية ويعمل بإحدى شركات العطور العالمية، إلا أنه رغم وضعه المالي الجيد، قرر العودة إلى حلب، وهناك تعرض للاعتقال لمدة 3 أشهر قضاها في أقبية المخابرات السورية.
وبعد الإفراج عنه، ذهب الطيار للعلاج في تركيا، قبل أن يعود إلى سوريا بعد فترة وجيزة، ويشارك في العمل الإغاثي والخدمات المدنية في حلب، لكن مع تزايد عمليات القتل، قرر حمل السلاح والانضمام إلى الكتائب المحلية المقاتلة كقناص، حتى قتل في إحدى المعارك التي خاضتها المعارضة ضد قوات الأسد والفصائل الإسلامية.
نور ومصير غير معلوم
نور، فتاة سورية يتيمة الأب، ولدت وتعلمت في قطر حتى تخرجت من كلية العلوم الطبية بإحدى الجامعات هناك، ومع اندلاع التظاهرات المناوئة للحكومة واشتداد القتال في سوريا، انتقلت نور إلى حلب وريفها، وساهمت في الدورات الطبية للإسعافات الأولية، ومعالجة المصابين.
يقول البيطار إن أخبار نور انقطعت منذ فترة، ولا يعرف هل هي حية أم ماتت، كما توفيت والدتها بعد سفرها بمدة.
رانيا وتعلم آليات الحكم
أما رانيا المولودة في دمشق، فتعلمت وعاشت معظم حياتها في الولايات المتحدة الأميركية، حيث كانت تعمل كمديرة جامعة هناك. وتزامناً مع اندلاع الثورة، كانت رانيا متواجدةً في دمشق، إلا أنها بسبب ملاحقة الأمن لها، اضطرت للخروج.
عادت رانيا إلى الولايات المتحدة، وهناك كانت تشارك في تنظيم المسيرات السلمية ضد النظام بالتعاون مع سوريين وأميركيين متعاطفين مع القضية السورية.
يضيف البيطار، لـ “هافينغتون بوست عربي”، أن رانيا قررت العودة إلى بلادها والمشاركة في الأعمال الإغاثية بعد شعورها بعدم جدوى جهدها المبذول في الولايات المتحدة. تقوم رانيا الآن بتقديم الدورات التدريبية التي تهدف إلى تعليم المجالس المحلية آليات الحكم الذاتي وإدارة الشؤون المدنية.
ولم يتسنَ لـ “هافينغتون بوست عربي” الحصول على أرقام دقيقة لعدد السوريين العائدين إلى بلادهم لمساعدة أهالي المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد.