"كلما سمعت كلمة (مثقف) تحسست مسدسي"، كلمات منسوبة إلى جوزيف جوبلز وزير الدعاية النازية، في إشارة إلى أن من يملكون الوعي هم أخطر الأسلحة ضد عمليات "غسل الأدمغة" بالدعاية المزيفة .
عمليات "غسل الأدمغة" قد تقودها أنظمة قامت على انقلابات أو يقودها معارضون يحاولون إقناع أنصارهم باقتراب النصر بـ"مخدرات فكرية".
فلنكن أكثر وضوحاً، ولنبدأ بـ"القائم العسكري" على النظام في مصر، الذي يسخر الشاشات التي تجعل من السيسي في الليل "نبياً ورسولاً"، وآخر بالنهار يخفض ترتيبه المقدس إلى "خليفة المسلمين"، فيجمعون الناس على عقيدة "أن رئيسكم مقدس ولا يجوز الخروج عليه أو الثورة ضده".
وإعلامي آخر يوزع على الناس جرعات من "المخدرات الفكرية" حول مؤامرات كونية يقودها "المجلس الأعلى للعالم" لمحاربة مصر في ضيافة المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة الذي شاركه تلك الخزغبلات .
فيصورن للناس التي تراهم أن السيسي منقذ مصر وهو "جريندايزر مصر" الذي سيحميها من هجمات "فيغا الكبير"، وأن سقوط السيسي مرهوناً بسقوط مصر .
وآخرون شيطنوا الثوار بترويج خرافات حول دفن ضحاياهم في كرة أرضية تحت ميدان قد اعتصموا فيه! أو أنهم هم من أسقطوا الأندلس.
أو أن يروجوا خزعبلات أقحموا فيها الجيش بالقيام بأعمال وهمية لم تحدث من الأساس كاستدراج الأسطول السادس الأمريكي، أو أن مصر الغارقة في النوم، استيقظت "فجأة" يوم المؤتمر الاقتصادي.. وغيرها الكثير من جرعات التضليل.
فتلك الجرعات التي يروجها إعلاميو النظام ما هي إلا أساليب لإقناع المواطن البسيط بأن الدولة مستقرة والتخلص من "الفضائيين الثوار" هو الحل، ليجعلك داخل منزل زجاجي معزولاً عن العالم الواقعي، فتتناسى أن اقتصادك ينهار، وأن يدك مغلولة لا تستطيع أن تمدها إلا لجلب المعونات والمحن والقروض من دول الخليج .
فيتحول القائمون على النظام ومن حوله إلى معاول هدم أركان الدولة، فيحجب على أصحاب الفكر والمنطق أن يشاركوا في بناء الدولة، وتتُرك الدولة ليقودها مجموعة من مروجي المخدرات الفكرية وأصحاب الخرافات إلى الهاوية، فيصبح إعلام النظام شريكاً في ترسيخ فساد الدولة. ليذكرنا بأساليب الدعاية التي روجتها وسائل الإعلام الحكومية "التشيلية" التي لعبت دوراً قبيحاً لمدة 15 عاماً لتثبيت أركان الانقلاب العسكري هناك.
الغريب أنه لم تقف حمى الإدمان وتزيف الوعي عند القائم "العسكري" على النظام في مصر وحواريه من مروجي الخرافات، بل أصابت عدداً من القيادات الثائرة ضده.
فمع الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013، حاول الكثير من قيادات العمل الثوري إقناع الصف الثوري في الميادين بأن السيسي لن يبقى في مكانه وأنه خلال ثلاث أشهر سيسقط، وكأن تلك القيادات تمتلك رؤية سياسية مستقبلية للتعامل مع هو قادم.. فتمر الثلاث أشهر والجنرال السيسي يطرح نفسه على الناس منقذاً ورسولاً ولم يسقط نظامه بعد.
لم يكتفِ السياسيون فقط بإيهام الثوار بأن النظام ينهار، بل تجد أحد الإعلاميين يروج في مقالة له بأن "الانقلاب يترنح" وأن الأيام القادمة ستشهد سقوط السيسي .
لتتوالى المقالات والتحليلات في شاشات الفضائيات الرافضة للنظام حول سياسية "ترنح النظام"، حتى يصل الأمر أن يتوهم لدى البعض من القيادات الثورية أن السيسي قتل ومن يخرج علينا كل يوم هو شبيه له، وكأنهم يحدثون كائنات في عوالم أخرى.
وترى آخر من قيادات التيار الإسلامي في حوار في فضائية عربية في مطلع عام 2014 يقول للثوار: "بناء على معلومات فالسيسي سيسقط قريباً وهناك انشقاقات داخل الجيش والشرطة بعد فشله في إدارته للدولة", فتمر الأشهر ليعتلى الجنرال كرسي الرئاسة التي كان ينافس فيها نفسه! فتتحول تلك المعلومات المخابراتية إلى فقعات هواء .
فتجد نفسك أمام بعض القيادات التي تستبدل منطقية التفكير بعقلية السياسي المخضرم، إلى التفكير بعقلية "صحفي بير السلم" الذي يحركه المعلومات المغلوطة وغير المنطقية لإرغام الجمهور على تصديق ما لا يمكن تصديقه، فيتحول السياسي الى مروج مخدرات تحركه "حبوب التضليل".
وكأن تلك القيادات والشخصيات الثورية "هواة" لم يتعلموا سياسة قط، أو أنهم لم يقرؤوا عن الانقلابات العسكرية يوماً ماً، أو أنهم لم يفكروا في تأثير المعلومة قبل أن ينشروها على عقول أنصارهم .
فتتحول تلك المخدرات الفكرية التي يروجها بعض القيادات الثورية والشخصيات النشطة في الحراك الثوري، إلى أدوات غسل الأدمغة لتكون تابعة لما يريده النظام الحالي بشكل غير مباشر.
فيرسمون لأنصارهم "طرقاً وردية" تجعلهم ينتظرون من يقود الثورة بأعمال خرافية، فيصطدم الثوار بواقع غير ما يدور في فلك خزعبلات "الانقلاب يترنح" و"النظام أوشك على السقوط"، فتجده يرى النظام قائماً، ومازال يحاصره ويقمع فيه، وأن الأمل في النصر أصبح صعباً، وأن الذي سقط هو حلم انتصار الثورة بيد أصحابها .
لذلك يبقى من الأمل في مواجهة نظام يغذى أنصاره بالخزعبلات، بضعة طلقات داخل سلاح الوعي، لإزالة أثار تلك المخدرات الفكرية التي أنهكت جسد مواطن "حزب الكنبة"، وعلى الثائرين في الميادين أن يطهروا صفوفهم من المروجين لها.
عمليات "غسل الأدمغة" قد تقودها أنظمة قامت على انقلابات أو يقودها معارضون يحاولون إقناع أنصارهم باقتراب النصر بـ"مخدرات فكرية".
فلنكن أكثر وضوحاً، ولنبدأ بـ"القائم العسكري" على النظام في مصر، الذي يسخر الشاشات التي تجعل من السيسي في الليل "نبياً ورسولاً"، وآخر بالنهار يخفض ترتيبه المقدس إلى "خليفة المسلمين"، فيجمعون الناس على عقيدة "أن رئيسكم مقدس ولا يجوز الخروج عليه أو الثورة ضده".
وإعلامي آخر يوزع على الناس جرعات من "المخدرات الفكرية" حول مؤامرات كونية يقودها "المجلس الأعلى للعالم" لمحاربة مصر في ضيافة المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة الذي شاركه تلك الخزغبلات .
فيصورن للناس التي تراهم أن السيسي منقذ مصر وهو "جريندايزر مصر" الذي سيحميها من هجمات "فيغا الكبير"، وأن سقوط السيسي مرهوناً بسقوط مصر .
وآخرون شيطنوا الثوار بترويج خرافات حول دفن ضحاياهم في كرة أرضية تحت ميدان قد اعتصموا فيه! أو أنهم هم من أسقطوا الأندلس.
أو أن يروجوا خزعبلات أقحموا فيها الجيش بالقيام بأعمال وهمية لم تحدث من الأساس كاستدراج الأسطول السادس الأمريكي، أو أن مصر الغارقة في النوم، استيقظت "فجأة" يوم المؤتمر الاقتصادي.. وغيرها الكثير من جرعات التضليل.
فتلك الجرعات التي يروجها إعلاميو النظام ما هي إلا أساليب لإقناع المواطن البسيط بأن الدولة مستقرة والتخلص من "الفضائيين الثوار" هو الحل، ليجعلك داخل منزل زجاجي معزولاً عن العالم الواقعي، فتتناسى أن اقتصادك ينهار، وأن يدك مغلولة لا تستطيع أن تمدها إلا لجلب المعونات والمحن والقروض من دول الخليج .
فيتحول القائمون على النظام ومن حوله إلى معاول هدم أركان الدولة، فيحجب على أصحاب الفكر والمنطق أن يشاركوا في بناء الدولة، وتتُرك الدولة ليقودها مجموعة من مروجي المخدرات الفكرية وأصحاب الخرافات إلى الهاوية، فيصبح إعلام النظام شريكاً في ترسيخ فساد الدولة. ليذكرنا بأساليب الدعاية التي روجتها وسائل الإعلام الحكومية "التشيلية" التي لعبت دوراً قبيحاً لمدة 15 عاماً لتثبيت أركان الانقلاب العسكري هناك.
الغريب أنه لم تقف حمى الإدمان وتزيف الوعي عند القائم "العسكري" على النظام في مصر وحواريه من مروجي الخرافات، بل أصابت عدداً من القيادات الثائرة ضده.
فمع الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013، حاول الكثير من قيادات العمل الثوري إقناع الصف الثوري في الميادين بأن السيسي لن يبقى في مكانه وأنه خلال ثلاث أشهر سيسقط، وكأن تلك القيادات تمتلك رؤية سياسية مستقبلية للتعامل مع هو قادم.. فتمر الثلاث أشهر والجنرال السيسي يطرح نفسه على الناس منقذاً ورسولاً ولم يسقط نظامه بعد.
لم يكتفِ السياسيون فقط بإيهام الثوار بأن النظام ينهار، بل تجد أحد الإعلاميين يروج في مقالة له بأن "الانقلاب يترنح" وأن الأيام القادمة ستشهد سقوط السيسي .
لتتوالى المقالات والتحليلات في شاشات الفضائيات الرافضة للنظام حول سياسية "ترنح النظام"، حتى يصل الأمر أن يتوهم لدى البعض من القيادات الثورية أن السيسي قتل ومن يخرج علينا كل يوم هو شبيه له، وكأنهم يحدثون كائنات في عوالم أخرى.
وترى آخر من قيادات التيار الإسلامي في حوار في فضائية عربية في مطلع عام 2014 يقول للثوار: "بناء على معلومات فالسيسي سيسقط قريباً وهناك انشقاقات داخل الجيش والشرطة بعد فشله في إدارته للدولة", فتمر الأشهر ليعتلى الجنرال كرسي الرئاسة التي كان ينافس فيها نفسه! فتتحول تلك المعلومات المخابراتية إلى فقعات هواء .
فتجد نفسك أمام بعض القيادات التي تستبدل منطقية التفكير بعقلية السياسي المخضرم، إلى التفكير بعقلية "صحفي بير السلم" الذي يحركه المعلومات المغلوطة وغير المنطقية لإرغام الجمهور على تصديق ما لا يمكن تصديقه، فيتحول السياسي الى مروج مخدرات تحركه "حبوب التضليل".
وكأن تلك القيادات والشخصيات الثورية "هواة" لم يتعلموا سياسة قط، أو أنهم لم يقرؤوا عن الانقلابات العسكرية يوماً ماً، أو أنهم لم يفكروا في تأثير المعلومة قبل أن ينشروها على عقول أنصارهم .
فتتحول تلك المخدرات الفكرية التي يروجها بعض القيادات الثورية والشخصيات النشطة في الحراك الثوري، إلى أدوات غسل الأدمغة لتكون تابعة لما يريده النظام الحالي بشكل غير مباشر.
فيرسمون لأنصارهم "طرقاً وردية" تجعلهم ينتظرون من يقود الثورة بأعمال خرافية، فيصطدم الثوار بواقع غير ما يدور في فلك خزعبلات "الانقلاب يترنح" و"النظام أوشك على السقوط"، فتجده يرى النظام قائماً، ومازال يحاصره ويقمع فيه، وأن الأمل في النصر أصبح صعباً، وأن الذي سقط هو حلم انتصار الثورة بيد أصحابها .
لذلك يبقى من الأمل في مواجهة نظام يغذى أنصاره بالخزعبلات، بضعة طلقات داخل سلاح الوعي، لإزالة أثار تلك المخدرات الفكرية التي أنهكت جسد مواطن "حزب الكنبة"، وعلى الثائرين في الميادين أن يطهروا صفوفهم من المروجين لها.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.