إقرار اللغة الأمازيغية كلغة رسمية وطنية في الدستور الجزائري في هذا الوقت بالذات.. ما هو إلا تكريس من النظام لسياسية "الهروب نحو الأمام"، ووسيلة من وسائل إلهاء الشعب الجزائري عن المستقبل المظلم الذي ينتظره -لو استمر الوضع كذلك- عبر خلق أو إحياء نعرات إثنية دفينة بين كثير من أفراد هذا المجتمع ينسلُّ منها النظام بعيدا يشاهد ويتحيّن الفرصة المناسبة ليعزّز بقاءه في السلطة أكثر فأكثر.
فقد صارت الأزمات البينية وسيلة من وسائل اكتساب شرعية الوجود لهذا النظام بعد أفول نجم الشرعية الثورية والاختفاء التدريجي لجيل الثورة "تحت ضغوط السنن الربانية في الكون".
هل تذكرون الطريقة التّي عزّز عبرها النظام وجوده قبل عشرين سنة؟ لقد كان موضوع محاربة الإرهاب وحماية الوطن وسيلته في تلك الحظة بعد شعوره بخطر محدق يمس هدف البقاء.
هل تذكرون كيف كان موضوع السلم والمصالحة الوطنية، إعادة الأمن والتنمية الاقتصادية وسيلة أخرى تكيّف بواسطتها النظام السياسي مع الوضع لقرابة خمسة عشر سنة كاملة؟
هل تتذكرون أحداث غرداية -منطقة في الجزائر شهدت أحداث عنف قُتل فيها 22 شخصًا- والمأساة التي عاشها الجزائريون قبل عام فقط بعدما حامت "ثورات الربيع العربي" في الجوار؟..
لذا فأزمة الشرعية التي يعيشها النظام الجزائري منذ مدّة طويلة لا سيما بعد فشل مشاريع التنمية ودخول البلاد اليوم نفق أزمة اقتصادية مجتمعية مظلمة (تُعزّزها أرقام فظيعة).
لا بصيص لنورِ أملٍ في الأفق فِكاكًا منها تتطلب منه خلق مصادر شرعية جديدة سواء عبر إحياء نعرات بينية يعتقد أنّ له قدرة على التحكم في مساراتها، أو بوسائل أخرى لا نعلمها من شأنها أن تمنحه جرعا إضافية ليبقى متماسكا قدر الإمكان..
هذا مجرد بُعد واحد أو مدخل واحد بإمكاننا أن نقترب بواسطته عِلاجاً لهذا الموضوع، وبإمكان المتابع الجيّد المسلح بعقل نقدي وأدوات معرفية صلبة أن يجد لحيثيات هذا القرار مداخل أخرى وأبعاد مختلفة لا محالة.
ولكنّنا آثرنا التنويه لهذا البُعد بالضبط حفاظا على اللحمة ودرءًا لمقدمات الفتنة بين أبناء الوطن.
نعرف جيّدا أنّ موضوعا كهذا يعالج مسألة الهوية الوطنية، من شأنه أن يثير حساسية الكثير؛ لذا وحتّى نقطع على البعض سوء النية وجب علينا أن نؤكد أنّ الثقافة الأمازيغية لهي جزء لا يتجزأ من تاريخ المجتمع الجزائري.
ولا يُنكر ذلك إلا معادٍ أو مكابر لكن أن تكون مطية لأغراض أخرى أو حصان طروادة تستخدمه بعض الأطراف خدمة لمصالح شخصية خاصة أو أجندات أجنبية (مثلما قد يُستخدم الدين أحيانا) فهذا ما يجب أن يرفضه الجميع وينبّه إليه.
بدلا من أن تُسكر "فرحة النصر عقول البعض عن التفكير بعد شعور تاريخي طويل محمّل بالظلم والتهميش أو تُستثار "حميّةُ جاهلية" في نفوس بعضٍ آخر في الجهة المقابلة غيرةً على لغة القرآن وتضخيما لأبعاد سلبية خطيرة قد يحملها هذا القرار على هوية المجتمع العربية" لا أساس لها من الصحة إلا في وهمنا البائس.
في الأخير علينا أن نُدرك جميعا أنّ الاختلاف ثراء ومكسب تاريخي وأنّ تعدّد الثقافات في وطن واحد لهو مفخرة لهذا الوطن وأبنائه لا سيما في وطن شاسع بحجم قارة بإمكانه أن يسع قلوب الجميع.
علينا أن نعيَ تمام الوعي أنّ الوطن على مفترق طرق حاسم، ولا نجاة للكل ما لم تتكاثف جهود العقلاء وتُهمش الأصوات العنصرية والاستئصالية بكل ألوانها السياسية والإيديولوجية (تلك التي تريد السوء للوطن والشعب) من قِبل نخبة هذا المجتمع وأفراده على حد سواء.
فقد صارت الأزمات البينية وسيلة من وسائل اكتساب شرعية الوجود لهذا النظام بعد أفول نجم الشرعية الثورية والاختفاء التدريجي لجيل الثورة "تحت ضغوط السنن الربانية في الكون".
هل تذكرون الطريقة التّي عزّز عبرها النظام وجوده قبل عشرين سنة؟ لقد كان موضوع محاربة الإرهاب وحماية الوطن وسيلته في تلك الحظة بعد شعوره بخطر محدق يمس هدف البقاء.
هل تذكرون كيف كان موضوع السلم والمصالحة الوطنية، إعادة الأمن والتنمية الاقتصادية وسيلة أخرى تكيّف بواسطتها النظام السياسي مع الوضع لقرابة خمسة عشر سنة كاملة؟
هل تتذكرون أحداث غرداية -منطقة في الجزائر شهدت أحداث عنف قُتل فيها 22 شخصًا- والمأساة التي عاشها الجزائريون قبل عام فقط بعدما حامت "ثورات الربيع العربي" في الجوار؟..
لذا فأزمة الشرعية التي يعيشها النظام الجزائري منذ مدّة طويلة لا سيما بعد فشل مشاريع التنمية ودخول البلاد اليوم نفق أزمة اقتصادية مجتمعية مظلمة (تُعزّزها أرقام فظيعة).
لا بصيص لنورِ أملٍ في الأفق فِكاكًا منها تتطلب منه خلق مصادر شرعية جديدة سواء عبر إحياء نعرات بينية يعتقد أنّ له قدرة على التحكم في مساراتها، أو بوسائل أخرى لا نعلمها من شأنها أن تمنحه جرعا إضافية ليبقى متماسكا قدر الإمكان..
هذا مجرد بُعد واحد أو مدخل واحد بإمكاننا أن نقترب بواسطته عِلاجاً لهذا الموضوع، وبإمكان المتابع الجيّد المسلح بعقل نقدي وأدوات معرفية صلبة أن يجد لحيثيات هذا القرار مداخل أخرى وأبعاد مختلفة لا محالة.
ولكنّنا آثرنا التنويه لهذا البُعد بالضبط حفاظا على اللحمة ودرءًا لمقدمات الفتنة بين أبناء الوطن.
نعرف جيّدا أنّ موضوعا كهذا يعالج مسألة الهوية الوطنية، من شأنه أن يثير حساسية الكثير؛ لذا وحتّى نقطع على البعض سوء النية وجب علينا أن نؤكد أنّ الثقافة الأمازيغية لهي جزء لا يتجزأ من تاريخ المجتمع الجزائري.
ولا يُنكر ذلك إلا معادٍ أو مكابر لكن أن تكون مطية لأغراض أخرى أو حصان طروادة تستخدمه بعض الأطراف خدمة لمصالح شخصية خاصة أو أجندات أجنبية (مثلما قد يُستخدم الدين أحيانا) فهذا ما يجب أن يرفضه الجميع وينبّه إليه.
بدلا من أن تُسكر "فرحة النصر عقول البعض عن التفكير بعد شعور تاريخي طويل محمّل بالظلم والتهميش أو تُستثار "حميّةُ جاهلية" في نفوس بعضٍ آخر في الجهة المقابلة غيرةً على لغة القرآن وتضخيما لأبعاد سلبية خطيرة قد يحملها هذا القرار على هوية المجتمع العربية" لا أساس لها من الصحة إلا في وهمنا البائس.
في الأخير علينا أن نُدرك جميعا أنّ الاختلاف ثراء ومكسب تاريخي وأنّ تعدّد الثقافات في وطن واحد لهو مفخرة لهذا الوطن وأبنائه لا سيما في وطن شاسع بحجم قارة بإمكانه أن يسع قلوب الجميع.
علينا أن نعيَ تمام الوعي أنّ الوطن على مفترق طرق حاسم، ولا نجاة للكل ما لم تتكاثف جهود العقلاء وتُهمش الأصوات العنصرية والاستئصالية بكل ألوانها السياسية والإيديولوجية (تلك التي تريد السوء للوطن والشعب) من قِبل نخبة هذا المجتمع وأفراده على حد سواء.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.